حلم متمرد//عبدالزهرة خالد
حلم متمرد
————
طاعةٌ عمياء ، ينزعُ الليلُ نجومه ويراقصُ الظلامَ عرياناً عند بوابة الشتاء ،
غاويةُ السلطانِ تغوي شياطين الثلجِ في قصرِ الولاءِ ، تعرف الجواري انعطاف الدروب مِن وإلى ، عفة العباءة وحجاب الشعور ، ولولا الماء لما كان التراب ، يغطي حفاة السعي وراء قطعان النذور ٠
السلطان عن بكرةِ ابيه يضاجعُ نوافذ الشروق ولم يترك بكارةَ الستائر تستلقي على سرير الفرح ، يسكب دموع شمعته الملتهبة على جوانب منضدته المكتضة بالسعادة وعطر الغنى ، يثمل قبل منتصف الموعد
تطارد أصابعه العابثة جيوبَ النُعاسِ ، وعلى قفا سندباد تحمل بقايا وهجها العذري كانت قد اشترت صباح الزفّة برموشِ القمرِ لتدفن عذريتها عند عتبة كوخ أبيها المشغول بسقي البرسيم كيلا تجوع خرفان السلطان ولا تظمأ ولا يجزّ صوفها المقص العنيد ، يدس التاج في رمال الحواجز ، ويكنز العرش بقبرٍ يتسع لعدةِ صدور٠
هكذا طولها الممشوق على قوس قزح يوقظُ غدّها من نومه على حبة حسرة
كانت مرسومة بوجه كسرةِ خبز قبل أن يلفّها كيسُ الجوع ، ما كان الحلم يبزغ كقناديل السجون ولا يرغب أن يغرفَ ماءً من زورقها الورقي في طست غسيل رجلين السلطان ، تتردد كلمة أبيها في أذنيها كقيراطها المتأرجح بين عطر خديها ، انتظريه يموت بالنّفس الأول عند الجلسة قبل أن تكوني أميرة القصور…
حبيباتُ البردِ تصفع أفواهَ المساءِ وعلى مناشير الصيحاتِ يصحو جنون الشوارع لكنها تلقي أحذيتها فوق خردة الخريف ، عادةً تزرعُ شتلات الخوفِ في الحديقة الخلفية لنهارها الماضي ينفرد ، ويستدير القلبُ نحو سهام تابعتها حد الباب الأخير ، أسراب الرؤى توزع ارتجاج الوداع على قوافل الانزياح ، تطفر من قوانين التقاويم هو الشهر الثالث عشر ونصف مقولة من لحية مسترسلة بالرماد ، تترك لفستانها لونه الوردي الذي يرتجف بيد ريشة السنين ، تحملُ الحقائبَ المشدودةَ ألف عويل وتغلق الطريقَ أفواجٌ من صهيل ، تحاول عند الركن الشديد أن تخنق رئة الزمن ببوتقة الفراغ وهنا العراب سيبشرها بما يجري وما يقبل عليها ……
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٨-١١-٢٠١٧
تعليقات
إرسال تعليق