تحت رحمة اللهب//حيدر الزيدى
تحت رحمة اللهب ... قصه قصيره ... بقلمي ...
اللوحة التشكيلة .. للفنان العالمي العظيم العراقي أحمد حسين الزعيم
---------------------------------------------------------------
عيناها الزرقاوان طائر الورشان يسبح في بركة ضوء , بساط الزنبق يتأرجح على رفوف الشمس ,شعرها الكستنائي الجامح لنكهة القمح ملاذ كل شحرور, بسمتها المصقوله بماء العنب ملامح شتلة زيتون على حوافي كنيسة عشق , نهاد عبد الرحمن ملاك أنبثق من أعماق البحر طال بيت أبيها الموظف في سكة الحديد , شدات عبق توشح مواويل الطفوله. لم يك في بال أبيها أن مرض الصرع يخط عزمه الى قلب زهرتة النديه ,يضفره بساعات الصمت الاسود ويغتصب عذارة نهر السوسن , جرس الدمع رنّ في ضلوعه التعبى . تقاسيم مقام بغدادي حزين شجّم اسماعه ببثور برتقالة دجله , سلالات الكدر تبصم منتجع الزعفران , صباحات ضباب تتخثر على
خصر فتنة الصفصاف , مايميز عبد الرحمن في شباب نهاد أومايعيبه رفضه لفكره زواجها لكوكبة العرسان ليس أحتكاراً منه لغاده حياته ونماء جداوله , هالته ان يمسس نهاد خيط وجع أوسقوط نيزك غيبوبة دون ان تكون راحة يديه بلسم ينتشل أختلاس نوبات الالم لراسها وجسدها النحيل , تمضي ثلاث سنوات تدرك المنيه عبد الرحمن الطيب , نهاد حمامة جريحة في حداء الليل , لجج ساقية الياقوت تنعى قمر ينآى عن مراح المهره .. أفل حنان كالرغيف يتهجد في أتون سغبها , مرت سنه ومرت شهور , يأتي جعفر , من اقصى القريه , يدق باب أمها العجوز طالبا يدها , لانعرف أهي بساطة المرأه أم سذاجة مجتمع أم تخلف دوله أم أن حق الامومه أبرق رسائله في هدأه القدر الى أمها , تزوجت نهاد جعفر , عام ونيف يسرب ,أنجبا علي , تغلغلت خصلات السعاده الى بيت جعفر غسلت جدرانه ورقات ساحل الاقحوان ,موسيقاه كركرات الخمائل دفعت جعفر أكثر للعمل وكسب النقود , كأن المستقبل هطل عليه قطن سحاب ترش أحقاف واديه . أوكأنه هلال يتكأ على نبع دافق يودع أرض بور , أوذراع شمس تجلي عتمة حاره , طائر الخسران يشرب حليب الصلاة فيدخل من يمنه , مايهم جعفر سعادة زوجته وطفله الوليد . ....شمس حزيران..... تدلك زهوها في الاجساد الراقده على أسطح البيوت في تلك الصباحات لم يبال جعفر في فطوره وقرر أن يذهب الى عمله بعد أن قبل زوجته النائمه ووولده الصغير , أنها الساعه العاشره صباحا , أستيقظت نهاد من نومها . أستيقظت زهرة النسرين , ألاغصن تتفتح على مهل , أعالي الكروم تهتف لرقرقة الهديل , أوزات الحديقه ركضت وراء ثريا البلور , ثم تعاقبا بلبلان يرميانها بنغم مطلعه الكرز وديباجته الشيح وفلقة السّمسم , علي برعم بستان النارنج يغط في نومه , جذوه من فردوس . وارث غناء الكروان , شبل البرتقال يعتصر بنعاسه دبيب الصباح , نهاد ترش زهيرات الحديقه , تأخذ عود الكبريت تفتح صنبور الغاز لجهاز الطبخ تعد فطورها, لايمكن ان تحدد نوبات الصرع متى تهجم ومتى يداهم فرائسه في اي لحظه واي لحظه اختارها لنهاد , لماذا نسى جعفر ذلك , لماذا تجاهل شرط والدتها ,قبيل الظهر يعود جعفر لبيته طرق
الباب لايجيبه غير صمت الدار وحفيف شجي من شجيرات الحديقه تسلق سلم المنزل الى سطح الدار أنتشل طفله الجائع الا من نهد الشمس الحارقه, خانه تفكيره فتش الغرف ثم استدار نحو المطبخ لم يشاهد سوى هيكل يرتع به بقايا دخان ....
*************************
حيدر الزيدي
تعليقات
إرسال تعليق