شاب القلب//العيد عفيصة
شَابَ الْقَلْبُ
شاب القلب قبل الرّاس
يا ساقي القوم هات لي كاسي
ما عدت أُطيق صولة جائع
حين يُدقُّ بابنا بأجراس
ما عشت أسمع قصّة
ترويها لنا البنادق بأعراس
لا الصّقر ولا الطّيور تهزني
إذا تمزّقها الذّئاب لأسداس
لا عروة ولا العبّاس أرعبهم
لما تباهت أضغاثهم لجلاّس
أين المعزّة من هكذا مشرذم
حين تقبِّلُ أكفّهم لما سياس
أم أن الجهالة قد طٌبعت هنا
وتعطّرت بأسطرها كرّاسي
أم أن العيوب السّبع انتزعت
من جبهتي فأضحت كأتراس
عجب أن تُقام هنا حفلة
من شاربي الرّذيلة الأنجاس
عجب والمجمع يخامر جليسه
بين موزّع و داعم لخنّاس
هل أذكر قل أعوذ بربّهم
في سكرتي أم أٌشهد كاسي؟
أم أنني مجنون بكعبتي
وسوارها قد هزّني إلى الرّاس؟
كيف أسكت قلمي الّذي إن
متّ سيكون بعدي كأنفاسي؟
كيف أبارك أعراسهم في حضرة
من عزّه أميرهم بحرّاس؟
كيف أركب سفينة نٌوحهم
والموج لاطمت جِنّهم والنّاس؟
كيف أكفكف دموع طيبة
لمّا أذاعت مآذنها لوسواس؟
يا ربّ هذه يثرب مكّة
أم القرى أم قلّدوها لما سياس؟...
كيف استباحوا عرضها
والأرض من تحتهم تئنّ بأنفاس؟
والرّوض الشّريف يبكي حسرة
آه لو عدت ما كانوا بأُنّاس
والرّبّ ينظر من عرشه
ما هكذا يا سيّد أنت بعسّاس
ما هكذا تصبح المدينة عروسة
وحولها قرابينهم لماسياس
هم قيّضوا الرّيّاض بساجهم
وحسبهم أنها قلعة للا سفيغاس
هم صوّروا ساحاتها مراقصا
للوافدين بالمائلين لأنجاس
والأزهر والزّيتون اهتزّا غضبا
يا أيّها النّيل إليك بهم دهّاس
والشّام العريقة تعانق أختها
قالت: لست أبي بماسياس
ومن المحيط إلى الأبيض تكلّمت
أقلامنا ما بين سطر لأقواس
هل سيذيب الحفل مساوئ من
قام أو راقص عاقرا لخنّاس؟
هل سأقول الهزّ والنّطّ مكرمة
إن عانقتها تباريك شيخنا لا مساس؟
لا لن أعطّر جبهتي بمسكهم
ف(حاشاكم) الله من المسّاس
فانا سأظل أرفع قلمي عاليّا
ليكون سيفا عصيّا على الخمّاس
الاثنين 4 ديسمبر2017
العيد عفيصة
تعليقات
إرسال تعليق